أكتشف دور المتاحف اليوم، ليس فقط مُستودعاً لذاكرة الحضارة، بل يعكس أزمة الفضاء العام المعاصر وحاجة المجتمع المُلحة إلى مساحات للحوار والتفاعل المدني.
حين يرتدي الهيكل العظيم ثياب "الأغورا"، هل تحوَّل المتحف، هذا الصرح العظيم الذي وُلد من رحم النخبوية البورجوازية والنزعة الإمبريالية لجمع "غنائم" التاريخ، إلى آخر ملاذ لنا لممارسة الحياة المدنية؟، في زمن تآكلت فيه الساحات العامة (Public Squares) الحقيقية بفعل العولمة، والتطويق الأمني، والخصخصة العمرانية؛ وفي ظل أزمة الثقة العميقة التي تعصف بالفضاء العام التقليدي، يبدو أن البشرية بدأت تلجأ إلى "التابوت الذهبي" للذاكرة الجماعية—المتحف—بحثاً عن تعويض اجتماعي وسياسي عن الأغورا (Agora) المفقودة.
![]() |
| سوسيولوجيا المتاحف (Sociology of Museums) والفضاء العام |
لقد كانت وظيفة المتحف التاريخية هي التأكيد على السردية المهيمنة، سواء كانت سردية وطنية أم طبقية، غير أن التحولات السوسيولوجية والسياسية المعاصرة دفعته إلى ما هو أبعد من مجرد "التعليم والتثقيف" ليصبح "بديلًا مُنظَّماً" للفضاء الاجتماعي المدني الحر. هذا المقال الأكاديمي الصحفي سيتوغل في سوسيولوجيا هذه الظاهرة، محللاً كيف يُحاول المتحف أن يتقمَّص دور "الساحة العامة المُعالَجة" (The Curated Public Sphere)، وما هي التناقضات الجوهرية التي تكمن خلف هذا الدور المُستَحدَث.
المتحف بين أزمة "الفضاء العام" وهجرة الحوار المدني
لفهم الدور الجديد للمتحف، يجب أولاً تشخيص الـ "علّة" التي يُحاول المتحف أن يُعالجها: أزمة الفضاء العام كما نظَّر لها الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس (Jürgen Habermas) في عمله الرائد “The Structural Transformation of the Public Sphere” (1962).
1. تفكك "المجال العام البورجوازي"
يُشير هابرماس إلى أن "الفضاء العام الليبرالي"، الذي ظهر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان ساحة للنقاش العقلاني النقدي، حيث يمكن للمواطنين (بشكل أساسي البورجوازيين الذكور المتعلمين) تبادل الآراء مُستقلين عن الدولة والسوق. وقد تجسَّد هذا في الصالونات الأدبية والمقاهي.
التحوّل البنيوي: يرى هابرماس أن هذا الفضاء تعرَّض للتفكك بسبب تحوّله من "مكان للنقاش النقدي" إلى "ساحة للاستهلاك والإدارة". لقد هيمنت عليه وسائل الإعلام التجارية والإعلانات، وتحوَّل إلى مجرد أداة لإدارة توافق الآراء بدلاً من إنتاجه النقدي (Habermas, 1991).
ضمور الأغورا: في الواقع الملموس، أدَّت العمارة الحديثة (Modern Architecture) والخصخصة إلى إفراغ الساحات الحقيقية من وظيفتها الاجتماعية والسياسية. لقد أصبحت المدن الحديثة تُفضّل المساحات المُدارة والـ "مُستهلَكة" (مثل مراكز التسوق) على المساحات غير المُقيَّدة التي تسمح بالتعبير السياسي والاجتماعي العفوي.
2. المتحف: وريث النخبة الذي يسعى للتكفير
نشأ المتحف، كما لاحظ بيير بورديو (Pierre Bourdieu)، ليس كفضاء ديمقراطي، بل كـ "أداة لإعادة إنتاج التمايز الاجتماعي". لقد كان زيارته وفهم محتواه يتطلب "رأس مال ثقافي" (Cultural Capital) تملكه النخبة البورجوازية فقط (Bourdieu, 1984).
ولكن في أواخر القرن العشرين، ومع بروز "علم المتاحف الجديد" (New Museology)، بدأ المتحف يواجه نقداً داخلياً حول دوره الحصري والطبقي. هذا النقد دفعه إلى البحث عن وظيفة اجتماعية جديدة، ليتحوَّل من صرح للتأكيد على الهوية المهيمنة إلى "موقع للتعبير عن الانتماء" (Site of Belonging) (ResearchGate, 2022).
الخيار المُلزِم: في ظل غياب أو تراجع الفضاءات العامة الأخرى (التي أصبحت إما مُهيمن عليها أمنياً أو مُخَصخصة تجارياً)، برز المتحف كمؤسسة تتمتع بـ:
- شرعية تاريخية ورمزية: لا تزال تُنظَر إليها على أنها "ملك للشعب" (Publicly Owned).
- حيز محايد نسبياً: يُفترض فيه أن يكون مساحة "آمنة" (Safe Space) للنقاش، مقارنةً بالشارع الذي قد يكون مُعرَّضاً للقمع.
هنا يكمن لب التحوّل: لقد أصبح المتحف يُقدَّم كـ "تعويض اجتماعي" (Social Compensation)، يملأ الفراغ الذي خلَّفه تدهور مؤسسات الفضاء العام الأخرى، ساعياً ليكون "المُحرِّك" للخطاب المدني (Barrett, 2010).
سوسيولوجيا "التعويض": المتحف كـ "مجال عام ثقافي"
لقد أصبح المتحف اليوم، وفقاً لبعض الأكاديميين مثل جينيفر باريت (Jennifer Barrett)، يُشكِّل جزءاً من "المجال العام الثقافي" (Cultural Public Sphere)، وهو تطويع لمفهوم هابرماس يتجاوز النص المكتوب ليشمل الخطاب البصري والمرئي الذي تلعب فيه المؤسسات الفنية دوراً مركزياً (Barrett, 2010).
الفضاء كمُحفِّز للانخراط المدني (Civic Engagement):
المتحف، في وظيفته التعويضية، يسعى إلى تحقيق عدد من المهام الاجتماعية والمدنية التي كانت تقليدياً حكراً على الساحات المفتوحة:
- إنشاء "أماكن اللقاء" (Meeting Places): لم يعد المتحف مجرد قاعة عرض، بل أصبح يوفر برامج وفعاليات (ورش عمل، ندوات، عروض جماعية) تجعله مركزاً للتجمع المجتمعي، مُقلّداً دور "الصالون" القديم و"مركز المجتمع" (Community Center) (Quinn Evans, 2024).
- تسهيل "الحوار المُتعاطِف" (Empathic Dialogue): تتبنى العديد من المتاحف الحديثة مفهوم "المتحف المُتعاطِف" (Empathic Museum) الذي يهدف إلى توفير مساحات آمنة للتفكير والنقاش حول القضايا الاجتماعية والسياسية المعقدة، مثل قضايا الهوية، الهجرة، والعدالة الاجتماعية (Quinn Evans, 2024).
- مركز المدينة الجديد (The New Urban Hub): في العديد من مشاريع التجديد الحضري (Urban Regeneration)، يُستخدم المتحف كـ "نقطة ارتكاز" (Anchor Institution)، ليس فقط لجذب السياح، بل لـ "إعادة بناء نظام بيئي ثقافي" متجذر في الممارسات المحلية، مما يجعله تعويضاً حيوياً عن قلب المدينة المفتوح الغائب (ResearchGate, 2013).
التحول من "سلطة المعرفة" إلى "منصة النقاش":
الفرق الجوهري بين المتحف القديم والجديد يكمن في تحوّله من مُؤسسة تُمارس "سلطة تعريفية" (Definitional Authority)، تقرر ما هو "تاريخ" وما هو "فن"، إلى "منصة نقاشية" (Discursive Platform) مفتوحة على التناقضات:
التفكيك والمقاومة: يُدرك المتحف الحديث أنه "مساحة متنازَع عليها" (Contested Space). بدلاً من قمع التناقضات، يتم استخدام الأعمال الفنية والمعروضات كنقاط انطلاق لـ "الخلاف النقدي" (Critical Disagreement).
نماذج "المتحف المدني" (Civic Museums): تركز المتاحف المدنية والمحلية (Civic Museums) بشكل متزايد على قضايا الصحة المجتمعية، والرفاهية، والاندماج الاجتماعي، مُعوِّضة عن قصور الخدمات العامة الأخرى، ومُعترفة بـ "دورها كفاعل من أجل العدالة والإنصاف" (Actor for Equity and Justice) (OpenEdition Journals, 2023).
العمارة كأيديولوجيا تعويضية:
في كثير من الأحيان، تأتي مهمة التعويض الاجتماعي مدعومة بـ "مُغالطات معمارية" (Architectural Fallacies). فالمتحف الحديث يتجسَّد في كثير من الأحيان في شكل "تحفة معمارية" لافتة (Iconic Architecture)، مثل تأثير "متحف غوغنهايم بلباو" (Guggenheim Bilbao Effect).
التعويض البصري: هذه المباني المُبهرة تعمل كـ "علامة بصرية" (Visual Marker) لـ "عصر جديد" من الانفتاح والديمقراطية، مُعوِّضة عن غياب "المعالم المدنية" الحقيقية التي تُشجّع على التجمع. لكن هذا يطرح سؤالاً: هل الانفتاح حقيقي، أم أنه مجرد "استعراض معماري" (Architectural Spectacle) لجذب السياحة ورؤوس الأموال؟ (ResearchGate, 2012).
التناقض الجوهري: وهم الحياد في "الساحة المُعالَجة"
على الرغم من رغبة المتحف في أن يكون "المُعوِّض الاجتماعي" والأغورا الجديدة، تظل هذه المؤسسة مُثقلة بالتناقضات الهيكلية التي تُهدِّد ديمقراطيتها المُعلَنة. إنها تُنشئ "ساحة عامة مُعالَجة" (Curated Public Sphere)، وهذا التعبير نفسه يحمل تضاداً داخلياً.
1. رأس المال والتحكُّم في الخطاب:
إن أهم تناقض يواجه المتحف كفضاء عام هو مصدر تمويله وسلطته:
الاعتماد على المُموِّلين: تعتمد المتاحف الكبرى بشكل متزايد على "رعاية الشركات" (Corporate Sponsorship) و"المانحين من القطاع الخاص". هذا الاعتماد يُثير تساؤلات جدية حول حيادها واستقلاليتها كنواة للنقاش المدني. هل يمكن لمؤسسة أن تنتقد النظام الاقتصادي والاجتماعي الذي يُبقيها على قيد الحياة؟ (Art in America, 2020).
الاستيعاب الثقافي (Cultural Assimilation): يُمكن أن يتحوَّل المتحف، بدلاً من أن يكون فضاءً للنقد، إلى أداة لـ "استيعاب" الاحتجاجات الاجتماعية وتجريدها من حدَّتها. إن عرض عمل فني عن الفقر أو العنصرية في مساحة نخبوية قد يُحوّل النضال الحقيقي إلى مجرد "مُشاهدة جمالية" للطبقات العليا، مما يُخفف من الشعور بالمسؤولية أو الحاجة إلى الفعل السياسي (OpenEdition Journals, 2023).
2. حدود "الأمان المُقَيَّد" (Restricted Safety):
في حين يفتخر المتحف بكونه "فضاءً آمناً للحوار"، يجب التفريق بين مفهومي "الأمان" و"الحرية":
- القيود الداخلية: المتحف هو فضاء خاضع لـ "الرقابة المُعلَنة والضمنية"، سواء من قِبل القيِّمين (Curators) أو مجالس الإدارة. إن النقاش الذي يدور في المتحف هو نقاش "مُؤطَّر" (Framed Discussion)، يختلف جذرياً عن فوضوية وحرية الحوار العفوي في الشارع المفتوح أو الساحة.
- الجمهور المُنتقَى (The Selected Public): بالعودة إلى بورديو، ورغم كل جهود "الدمقرطة"، لا تزال التركيبة الديموغرافية لزوار المتحف تميل نحو الطبقات ذات "رأس المال الثقافي العالي". فـ "الدخول" إلى المتحف قد يكون مجانياً، لكن "الوصول" إليه و"الراحة" فيه (Being Comfortable) ليست مجانية، بل تتطلب معارف وسلوكيات مُكتَسبة (Bourdieu & Darbel, 1991). المتحف بذلك يُقدم تعويضاً اجتماعياً لمن هم مؤهلون ثقافياً للاستفادة منه.
3. القَيِّم كـ "المُنظِّم السياسي" (The Curator as Political Organizer):
في الساحة المُعالَجة، يلعب القَيِّم (Curator) دوراً حاسماً، يتحوَّل فيه من مجرد مُنظِّم للمعارض إلى "مُنظِّم للخطاب العام":
إدارة التناقض: يرى بعض النقاد أن القَيِّم، من خلال اختياره وتأطيره للأعمال، لا يدير الفن فحسب، بل يدير أيضاً "التناقضات" الاجتماعية والسياسية. إنه يُقرر ما الذي يجب أن يُعرَض، وكيف يُقرَأ، وما هي الأسئلة التي يجب أن تُثار، وبالتالي فهو يُقرر "حدود" الساحة العامة المُقدَّمة (Richter, 2011).
وهم التشاركية: تُعلن المتاحف عن برامج تشاركية (Participatory Programs) لدمج المجتمعات المحلية. لكن هذه التشاركية قد لا تتجاوز حدود العمل الفني أو البرنامج، دون أن تُمنح المجتمعات حق "السلطة المشتركة" (Shared Authority) الحقيقية على سياسات المتحف أو سردياته.
سوسيولوجيا المتحف في عصر ما بعد الجائحة والعولمة
عزَّزت الأزمات الأخيرة، مثل جائحة كوفيد-19، ودور المتاحف في الاحتجاجات العالمية (مثل حركة Black Lives Matter)، دور المتحف كـ "ملجأ اجتماعي" ضروري.
1. الفضاء العام الرقمي وتمديد المتحف:
مع صعود الفضاءات الرقمية (Digital Public Spheres)، وسَّع المتحف وظيفته التعويضية عبر الإنترنت:
المتحف كـ "مُضيف" للخطاب الرقمي: أصبحت المتاحف منصات رقمية تُنظّم الندوات والمناقشات عبر الإنترنت، مُتخطيةً الحواجز الجغرافية والمادية. هذا يسمح نظرياً بـ "دمقرطة" أكبر للوصول، لكنه يُخاطر أيضاً بـ "تسييل" النقاشات العميقة في محيط الـ "استهلاك الإعلامي السريع" (Digital Consumption).
تحدي "الاجتماعية": على الرغم من سهولة الوصول الرقمي، فإن التجربة التعويضية الأساسية للمتحف—وهي "الاجتماعية المُتجسِّدة" (Embodied Sociability)—تُفقد في الفضاء الافتراضي. فجزء كبير من وظيفة المتحف كساحة عامة هو الاجتماع المشترك في مساحة مادية (Christidou & Diamantopoulou, 2012).
2. المتاحف والرفاهية المجتمعية (Well-being):
في سياق تراجع الخدمات الاجتماعية، خاصة في الغرب، بدأ يُنظر إلى المتحف كجزء من "البنية التحتية للرفاهية المجتمعية" (Well-being Infrastructure):
خدمات تعويضية: أصبحت المتاحف تُقدّم برامج تستهدف الصحة العقلية، واندماج كبار السن، والتواصل بين الأجيال. هذا يُمثّل تحولاً من مجرد مؤسسة ثقافية إلى "مُقدِّم للخدمة الاجتماعية" (Social Service Provider)، مُعوِّضاً عن الفجوات التي خلَّفها التقشُّف الحكومي في مجالات أخرى (Brighton University, 2018).
التأثير المُتزايد: يُشير هذا التحوّل إلى تزايد اعتماد المجتمعات على المتحف للحصول على "مساحة مدنية" و**"خدمات عامة"**، مما يُحمّله مسؤوليات تتجاوز ميزانيته أو مهمته الأصلية.
🚀 مستقبل "المتحف المُعوِّض": نحو نموذج جديد للمواطنة
إن مستقبل سوسيولوجيا المتاحف يعتمد على قدرة هذه المؤسسات على تجاوز التناقضات الجوهرية لـ "الساحة المُعالَجة" والانتقال إلى نموذج أكثر أصالة وصدقاً في التعبير عن الديمقراطية.
الاعتراف بـ "السلطة المشتركة": يجب على المتحف أن يتوقف عن مجرد "دعوة" المجتمعات، بل يجب أن يمنحها "سلطة تشاركية" حقيقية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمعروضات والسرديات والسياسات الداخلية. هذا هو التحدي الحقيقي للديمقراطية المُعلَنة (USF Museum Studies, 2017).
المتحف كـ "مُحرِّك للنقد الذاتي": يجب أن يكون المتحف شجاعاً بما يكفي ليكون "مُحفِّزاً للنقد الذاتي" داخل المجتمع، لا مجرد فضاء مُجمَّل. يجب أن يتحول من عرض التاريخ إلى "إنتاج المستقبل"، بتقديم مساحات للنقاش حول الحلول المدنية للقضايا المعاصرة، بدلاً من الاكتفاء بعرض الماضي.
🏛️ الخاتمة: المتحف كمِرآة، لا كقناع
لقد أصبح المتحف اليوم، ليس فقط مُستودعاً للذاكرة، بل أيضاً "مِرآة" تعكس أزمة الفضاء العام المعاصر وحاجة المجتمع المُلحة إلى مساحات للحوار والاجتماع المدني. إن دوره كـ "تعويض اجتماعي" عن غياب الساحات العامة يُمثّل مهمة نبيلة وضرورية، لكنه مُعرَّض باستمرار لخطر التحول إلى مجرد "قناع" للحياد يخفي آليات النخبوية والتحكّم. إن التحدي يكمن في مدى قدرة هذه المؤسسة التاريخية على تجريد نفسها من إرثها القديم والوفاء بوعدها كمؤسسة ديمقراطية حقيقية وميدان عام مُتجدِّد.
الكلمات البحثية: سوسيولوجيا المتاحف (Sociology of Museums)، الفضاء العام (Public Sphere)، التعويض الاجتماعي (Social Compensation)، المتحف والمواطنة (Museum and Civic Engagement). الأغورا (Agora)، نقد هابرماس (Habermas Critique)، المتحف الديمقراطي (Democratic Museum)، التحوّل البنائي للمجال العام (Structural Transformation).قائمة المصادر (References)
Barrett, J. (2010). Museums and the Public Sphere. Wiley.
Bourdieu, P. (1984). Distinction: A Social Critique of the Judgement of Taste. Harvard University Press.
Bourdieu, P., & Darbel, A. (1991). The Love of Art: European Art Museums and Their Public. Polity Press.
Christidou, D., & Diamantopoulou, S. (2012). The social ordering of the visit as an intrinsically social practice. Museums & Society, 10(1).
Habermas, J. (1991). The Structural Transformation of the Public Sphere: An Inquiry into a Category of Bourgeois Society. The MIT Press.
OpenEdition Journals. (2023). Museums as social action: Building equity in marginalised communities. ICOM News, 76(1).
Quinn Evans. (2024). How Empathy and Engagement Will Shape the Future of Museums. (Accessed online).
Richter, D. (2011). Curating: Politics of Display, Politics of Site, Politics of Transfer and Translation, Politics of Knowledge Production. ONCURATING. (Accessed online).
USF Museum Studies. (2017). Museum as an active agent for civic engagement. (Accessed online).

Post A Comment:
لا توجد تعليقات بعد، كن أول من يعلّق