أكتشف دورالبورتريه النسوي لأنه ليس مجرد نوع فني بل هو مشروع تعويضي تاريخي شامل حيث يُقدم الذاكرة، والنموذج، والتحليل النقدي لتغييب المرأة كقوة فاعلة.
الشاشة الفارغة والجسد الغائب في سردية التاريخ، لطالما كان التاريخ الاجتماعي (Social History)، بما في ذلك تاريخ الفن والسياسة والعلم، يُروى عبر عدسة أحادية الجانب: الرؤية الذكورية (Male Gaze). لم تكن المرأة مجرد شخصية مُهمَّشة؛ لقد كانت في كثير من الأحيان "غائبة منهجياً" (Systematically Absent) كفاعل أو "مُجسَّدة مُسَيَّدة" كـ "شيء" للتأمل أو الإثارة، وليس كـ "ذات" ذات وكالة. يُشير الناقد الفني جون بيرغر (John Berger) بحدة إلى هذه الميكانيكية بالقول: "الرجال يفعلون والنساء يظهرن".
![]() |
| البورتريه النسوي، The Empress Eugenie Surrounded by her Ladies in Waiting |
إن التغييب التاريخي للمرأة ليس مجرد إغفال؛ إنه "عنف معرفي" (Epistemic Violence) يُفقد الأجيال الحالية والقادمة أي نموذج نسوي حقيقي للقيادة والإنجاز.
من هذا الفراغ المنهجي، وُلد "البورتريه النسوي" (Feminist Portraiture) كقوة تعويضية جبارة. إنه ليس مجرد رسم لوجه امرأة، بل هو مشروع سياسي أكاديمي فني لإعادة كتابة التاريخ الاجتماعي. تُحلل هذه المقالة كيف يعمل البورتريه النسوي، سواء كان ذاتياً أو مُوجَّهاً، كآلية تعويض بصرية جذرية تُعيد للمرأة كرامتها وهويتها كـ "بطلة حقيقية" في السردية الإنسانية.
تحليل إقصاء المرأة: كيف بنى التاريخ الفني "جدار الصمت"؟
لفهم قيمة البورتريه النسوي كتعويض، يجب أولاً تفكيك آليات الإقصاء التي عملت لقرون في المؤسسة الفنية والتاريخية.
1. هيمنة "الرؤية الذكورية" و"التشييء الجمالي": لقد عرَّفت لورا مولفي (Laura Mulvey) مصطلح "الرؤية الذكورية" في عام 1975 لوصف كيفية تقديم المرأة في الفنون البصرية والأدب من منظور ذكوري غيري، حيث تُصوَّر المرأة كـ "موضوع جنسي سلبي" لمتعة المشاهد الذكر (Pan Macmillan, 2020).
- المرأة كـ "دعامة" (Prop) أو "رمز": في اللوحات التاريخية، لم يكن حضور المرأة يُنظر إليه كذات كاملة، بل كانت تُصوَّر غالباً كـ تجسيد لمُثل عليا مثل الجمال أو الأمومة أو الفتنة المدمِّرة (Femme Fatale)، مما يعكس الأيديولوجيات والمخاوف الذكورية في تلك الحقبة (Art Blart, n.d.).
- الإقصاء المؤسسي: لم يكن الأمر مقتصراً على تصوير النساء؛ فمنذ بدايات الأكاديميات الفنية الكبرى (مثل الأكاديمية الملكية في لندن عام 1768)، كان الوصول إلى التدريب والفرص التعليمية محظوراً أو مقيَّداً بشدة على النساء، مما أدى إلى "نقص في عدد الفنانات" بشكل منهجي (Art UK, 2018).
2. الذاكرة الانتقائية والأرشيف الكولونيالي: يُشكّل التاريخ الاجتماعي السائد "أرشيفاً كولونيالياً" يقوم بـ "قمع سرديات النساء" من خلال العقلية الاستعمارية (Taylor & Francis Online, 2025).
- متحف التغطية: يركز الأرشيف التاريخي، سواء كان نصياً أو بصرياً، على إبراز إنجازات الرجال (القادة، والمحاربون، والمفكرون) وتغييب الإسهامات الفعلية للمرأة في الحياة العامة والخاصة. هذا التغييب يخلق "فجوة تاريخية" تمنع النساء من رؤية أسلاف لهن كـ قادة ومُفكرات.
- الجهود التعويضية (Reparative Exhibitions): يُشير الباحثون إلى أن عالم الفن الحديث يشهد حالياً "عصر المعارض التعويضية" التي تسعى إلى تصحيح الإقصاء السابق من خلال إحياء وتقديم أعمال فنانات مهمَلَات، مما يؤكد الحاجة الملحة لإعادة التفكير في "قانون الفن" (Art Canon) باستخدام استراتيجيات تاريخ الفن النسوي (The Glasgow School of Art, 2024).
البورتريه الذاتي النسوي: استعادة الذات والوكالة
يُعتبر البورتريه الذاتي النسوي (Female Self-Portraiture) أداة تعويضية ثورية، إذ أنه يمنح الفنانة القدرة على تجاوز النظرة الذكورية وفرض "صوتها البصري" (Visual Voice) الخاص.
النظرة المضادة (The Counter-Gaze) وفرض السيطرة
يُمثّل البورتريه الذاتي فعلاً جوهرياً لـ استعادة الوكالة (Agency) والتحكُّم في التصوير الذاتي.
- التحكم في الجسد والسردية: عندما ترسم المرأة نفسها، فإنها تنتقل من "موضوع سلبي مُشاهَد" إلى "ذات فاعلة وناظرة". إنها تفرض نظرتها على المشاهد (المُفترض أن يكون ذكراً)، مما يُبطل فعالية الرؤية الذكورية. هذا الفعل هو تعويض عن قرون من التشييء، حيث تصر الفنانة على كيفية رؤية جسدها وتعبيرها العاطفي.
- إثبات "الاحترافية" و"الإخلاص للحرفة": في أعمال فنانات مثل أرتيميزيا جنتيلسكي (Artemisia Gentileschi) في القرن السابع عشر، كان البورتريه الذاتي يُظهر الفنانة وهي تعمل بجد، وغالباً ما كانت تضع أدوات مهنتها في اللوحة. هذا لم يكن مجرد تصوير، بل كان إعلاناً تحدياً لذكورية المؤسسة الفنية، وإثباتاً لـ "التزامها بمهنتها" كوسيلة للمطالبة بمكانتها في التاريخ الفني (Artsy, 2019).
البورتريه الذاتي كـ "أرشيف نفسي" للمقاومة
يتجاوز البورتريه النسوي البعد الجمالي ليصبح سجلاً نفسياً واجتماعياً للصراع النسوي.
فريدا كاهلو (Frida Kahlo) كنموذج: تُعد لوحات فريدا كاهلو الذاتية أرشيفاً عميقاً للألم، والمرض، والقوة، وتحدي المعايير الجمالية التقليدية. استخدمت كاهلو صورها الذاتية للتعبير عن "هويتها المُعقَّدة" (الجنسية، والعرقية، والجسدية)، مُعوضةً بذلك عن النماذج السطحية للمرأة التي كانت سائدة في زمانها (Artsy, 2019).
تحويل الفضاء الشخصي إلى سياسي: كان لنساء الطبقات النبيلة في القرن السابع عشر نوع من السيطرة على عملية التصوير، حيث كنّ يُبلغن الرسامين بتفضيلاتهن للتأكيد على صفات مُحبَّذة اجتماعياً مثل العفة والخصوبة. لكن البورتريه الذاتي النسوي يُحوّل هذه السيطرة من "السياق الاجتماعي المُحافِظ" إلى "التعبير السياسي والذاتي الثوري" (Norton Simon Museum, n.d.).
البورتريهات المعاصرة: إعادة تفكيك التاريخ وإعادة صياغة الأسطورة
يستخدم الفن النسوي المعاصر البورتريه كأداة تعويضية لتفكيك القوالب النمطية التاريخية وإعادة بناء سرديات جديدة تتمركز حول التجربة النسائية غير المُمثَّلة.
1. احتلال الرموز (Occupying Symbols) وإعادة التفسير
تتبنى الفنانات المعاصرات استراتيجية "استعارة وتأويل" الرموز الثقافية والتاريخية لإخراجها من قبضة النظام الأبوي.
مقاومة الأساطير الأبوية: تستلهم فنانات مثل فانغلين لوو (Fanglin Luo) الأساطير والطقوس النسوية لإعادة تأويل النماذج الثقافية الأقوياء (مثل الآلهة الأنثوية)، كشكل من أشكال المقاومة ضد القوالب النمطية الأبوية. هذا العمل هو تعويض عن "التطبيع" الذكوري الذي هيمن على تعريف ماهية المرأة ومن هي (Trebuchet, 2025).
سلسلة زابات لمود سولتر (Maud Sulter): استخدمت الفنانة الاسكتلندية الغانية مود سولتر التصوير الفوتوغرافي لإنشاء سلسلة بورتريهات "زابات" (Zabat) التي تصوّر نساء سوداوات في دور ربَّات الفن الإغريقي (Muses). بهذا، قامت سولتر بتحدي العرف التاريخي الذي صور ربَّات الفن كنساء بيضاوات فقط، مُعوضةً عن "تغييب تاريخ النساء السوداوات" في السردية الأوروبية (Art UK, 2025).
2. البورتريه النسوي كـ "إعادة تشكيل للأرشيف" (Reconfiguring the Archive)
تُصبح البورتريهات أداة لتصحيح الذاكرة من خلال إعادة التفكير في الوثائق التاريخية.
- مركزية السردية المفقودة: تستخدم فنانات أفريقيات، مثل تولي ميكوندجو (Tuli Mekondjo) وفيتجيتوا ندجيهارين (Vitjitua Ndjiharine)، الأرشيف الفوتوغرافي الكولونيالي كنقطة انطلاق. إنهن يُعيدن تشكيل هذه الصور، مُركِّزات على "تجارب النساء المفقودة أو المُغيَّبة" لتصحيح التاريخ، مُقدِّمات بذلك تعويضاً بصرياً عن الصمت القسري الذي فُرض على هؤلاء النساء (AWARE Women Artists, n.d.).
- الجسد كساحة صراع: في الفن الإيراني المعاصر، تستخدم فنانات مثل شيرين نشأت (Shirin Neshat) وشادي قادريان (Shadi Ghadirian) الجسد النسائي (في البورتريه والتصوير) كـ "ساحة صراع" للخطاب السياسي والثقافي، مُعوضات عن القوالب النمطية الغربية والكولونيالية للمرأة غير الغربية (MDPI, 2024).
البورتريه السياسي: الفن كتعويض عن "التمثيل الناقص"
لا يقتصر التعويض البصري على الفن الجمالي؛ فالبورتريه النسوي يخدم وظيفة سياسية مباشرة في عالم يظل فيه التمثيل السياسي للمرأة ناقصاً (Melanie Hughes, n.d.).
1. الجدال حول "التمثيل الوصفي" (Descriptive Representation): يُطالب مؤيدو التمثيل الوصفي بأن الهيئات المنتخبة يجب أن تعكس الخصائص الرئيسية للمواطنين (مثل كون النساء نصف السكان). يخدم البورتريه السياسي النسوي هذا الجدال.
- المرأة كـ "نموذج رمزي": يُنشئ البورتريه النسوي القوي "نماذج أدوار" (Role Models) بصرية للنساء والفتيات. عندما تُصوَّر المرأة في وضعية سلطة، أو فكر، أو قيادة (عكس صور التشييء)، فإن هذا يُعد تعويضاً عن "الغياب الرمزي" للمرأة في مواقع السلطة ويُلهم الأجيال (Melanie Hughes, n.d.).
- تغيير الإدراك العام: يساعد البورتريه الفني الذي يعكس قوة المرأة وذكاءها على تغيير كيفية إدراك الجمهور العام للمرأة القائدة، مما يُعزِّز الموقف القائل بأن المرأة لديها اهتمامات مختلفة لا يمكن للرجال تمثيلها بالكامل.
2. 📜 الفن الجداري والاحتجاج النسوي: "التمثيل الفوري": في سياق الاحتجاج والحركات الاجتماعية، يُصبح البورتريه النسوي تعويضاً "فوريّاً وعاماً" عن تغييب المرأة في التاريخ الرسمي.
توثيق المقاومة: تُصوَّر النساء الناشطات، والقياديات، والمُصلِحات في بورتريهات جدارية أو فوتوغرافية لضمان أن نضالهن لا يذهب أدراج النسيان التاريخي (Social Studies, n.d.). هذا الفعل هو تعويض عن "الإقصاء المنهجي" الذي تتعرض له إسهامات المرأة في الإصلاح والحركات الاجتماعية.
التأكيد على الهوية غير المُنمَّطة: يركز البورتريه النسوي على إبراز الهويات المُعقَّدة والمُتقاطعة للمرأة (العرقية، والجنسية، والطبقية)، مما يُعطي صوتاً للنساء اللاتي يتم إقصاؤهن حتى داخل الحركات النسوية الأوسع.
الخلاصة: البورتريه ليس نهاية القصة
إن البورتريه النسوي هو تعويض بصري ضروري، لكنه ليس غاية في حد ذاته. لقد أثبت قوته في تحويل المرأة من "جسد يُشاهَد" إلى "ذات ناظرة"، ومن "شخصية تاريخية غائبة" إلى "بطلة مُكرَّمة". ومع ذلك، يبقى التحدي هو في إدماج هذه السرديات المصححة في الأرشيفات والمؤسسات التعليمية لضمان أن يصبح التعويض البصري "واقعاً اجتماعياً" دائماً، وليس مجرد عمل فني عابر.
الدور البيداغوجي (Pedagogical Role) وفن البورتريه النسوي
إن القيمة التعويضية للبورتريه النسوي لا تقتصر على التصحيح التاريخي داخل المعرض الفني، بل تمتد لتشمل المناهج التعليمية (Curricula)، حيث يعمل كـ "منهاج بديل" يُصحح التوجه الأبوي في تعليم الفن والتاريخ.
تعليم الفن من منظور نسوي (Feminist Art Education)
يُشير النقد النسوي إلى أن تاريخ الفن المُدرَّس في المدارس والجامعات يُعاني من "مركزية الذكور"، حيث يتم تجاهل إسهامات الفنانات بشكل ممنهج (MDPI, 2024).
تفكيك "العبقرية الفردية": يُعلِّم البورتريه النسوي الطلاب أن الإبداع ليس حكراً على "العبقرية الفنية المنفردة" التي غالباً ما تُصوَّر ذكورياً. فبدلاً من التركيز على الفنان كـ "بطل وحيد"، يُبرز البورتريه الذاتي والجمعي النسوي أهمية الشبكات والدعم المتبادل بين الفنانات لمقاومة الإقصاء (AWARE Women Artists, n.d.).
البورتريه كأداة تحليلية: يُستخدم البورتريه الذاتي لفنانات مثل باولا ريغو (Paula Rego) أو سيندي شيرمان (Cindy Sherman) لتدريب الطلاب على تحليل كيفية بناء الصور الجندرية في وسائل الإعلام والفن. إنها تُعلِّمهم "النظرة النقدية" التي تميز بين "التشييء" و"التمثيل الذاتي"، مما يُعد تعويضاً معرفياً عن التحليل السطحي السائد (Artsy, 2019).
النماذج المتعددة: إن تضمين أعمال فنانات غير غربيات، مثل الرسامة الكونغولية أنطوانيت لوباكي (Antoinette Lubaki)، التي أُهمِلت لصالح نظرائها الذكور، يُعزز من الرؤية التعويضية، مُقدماً نماذج متعددة للنجاح الفني تتجاوز هيمنة الغرب والذكور (AWARE Women Artists, n.d.).
🏛️ المتاحف كـ "مختبرات للتعويض": إزالة الاستعمار من المجموعة الفنية
تُعد المتاحف الحديثة، التي كانت تاريخياً معاقل للسرديات الأبوية، الآن مواقع رئيسية لـ التعويض البصري من خلال "إزالة الاستعمار من المجموعة الفنية" (Decolonizing the Collection).
معارض "التصحيح": تتبنى المتاحف الكبرى استراتيجيات "المعالجة والمراجعة" التي نادى بها الفكر النسوي منذ السبعينات، حيث تُقام معارض ضخمة لـ "إعادة اكتشاف" فنانات أُقصِينَ من تاريخ الفن. هذا التحرك المؤسسي هو تعويض جماعي عن سنوات الإهمال (The Glasgow School of Art, 2024).
تغيير التعليقات النصية (Wall Texts): لم يعد التعويض يقتصر على عرض الأعمال، بل يشمل تغيير الإطار السردي المحيط بها. يتم تغيير الأوصاف والتحليلات النصية المصاحبة للوحات للتركيز على وكالة المرأة (Women's Agency) ودورها كـ "راوية قصة" و"فاعلة" اجتماعية، بدلاً من التركيز فقط على الفنان الذكر الذي رسمها (Norton Simon Museum, n.d.).
🎭 البورتريه النسوي والتقاطع الهوياتي (Intersectional Portraiture)
يُصبح البورتريه النسوي أكثر تعويضاً وقوة عندما يتقاطع مع قضايا الهوية الأخرى مثل العرق، والطبقة، والتوجه الجنسي.
1. كسر "الأنموذج الأبيض": التعويض عن الإقصاء المُزدوج: لطالما كان النموذج السائد للأنوثة في الفن الغربي أبيض وذا توجه طبقي مُحدَّد. يسعى البورتريه التقاطعي لتعويض هذا "الإقصاء المزدوج".
- تمثيل الهويات المُهمَّشة: يستخدم البورتريه التقاطعي لإبراز تجارب النساء غير البيضاوات، أو نساء الطبقة العاملة، أو النساء من مجتمع الميم. على سبيل المثال، يُقدِّم البورتريه النسوي الإفريقي قصصاً تتعلق بـ "الذاتية ما بعد الكولونيالية" (Post-Colonial Subjectivity)، مُعوضاً عن الصور النمطية للمرأة الإفريقية التي خلقتها العدسة الكولونيالية (MDPI, 2024).
- المقاومة من خلال "إعادة التكوين": الفنانات اللاتي يعرضن هوياتهن المتقاطعة يُقدِّمن سرديات مُضادة قوية. إنهن لا يُطالبن فقط بالتمثيل، بل يُطالبن بالاعتراف بـ "تعقيد هوياتهن" في وجه التبسيط الرأسمالي والأبوي (AWARE Women Artists, n.d.).
2. البورتريه الذاتي و"الذات الأصيلة" (Authentic Self): بالنسبة للفنانات اللاتي يُعرِّفن عن أنفسهن بـ "الكويرية" (Queer Identity)، يُصبح البورتريه الذاتي أداة تعويضية حاسمة لتأكيد الوجود.
الاعتراف بالهوية غير المُطابِقة: يُشكّل البورتريه وسيلة لتأكيد الذات وتحدي الحدود الجندرية التقليدية. فنانون مثل نيكول أيزنمان (Nicole Eisenman) يستخدمون فنهم (بما في ذلك البورتريهات) لتحدي تاريخ الفن الغربي التقليدي ودمج المنظورات النسوية والكويرية في السردية الفنية، مما يُعد تعويضاً عن الإقصاء التاريخي لهذه الهويات (Natasha Ntone, 2024).
لوحات عن المرأة والفن: صور من البورتريه النسوي
مجموعة من اهم النماذج البصرية التي تركز على جوهر المرأة، والدلالة التعويضية الاجتماعية والوصف (Compensatory Significance & Description)، ومقاومة تغييب النساء في التاريخ الاجتماعي.
1. أرتيميزيا جنتيلسكي (Artemisia Gentileschi)
2,إليزابيث فيجيه لو برون (Élisabeth Vigée Le Brun)
3,فريدا كاهلو (Frida Kahlo),العمود المكسور
4,سيندي شيرمان (Cindy Sherman),لقطة فيلم بلا عنوان
5,مود سولتر (Maud Sulter),سلسلة زابات
6,شيرين نشأت (Shirin Neshat),سلسلة نساء الله
7,إيف جيلو (Eve Gilou),بورتريه آنجيلا ديفيس
8,إيلين دي كونينغ (Elaine de Kooning),بورتريه ذاتي
9,أليس نيل (Alice Neel),بورتريه ذاتي
10,سيسي بيلس (Cecily Brown),الفراشات
11,تيسا باوثير (Tessa Bauther),"بورتريه المرأة كـ ""أدوات منزلية""
12,إليزابيتا سيراني (Elisabetta Sirani),بورتريه هيروينيات العصور القديمة
13,كهيندي وايلي (Kehinde Wiley),بورتريه ميشيل أوباما
14,إيمي شيرالد (Amy Sherald),بورتريه ميشيل أوباما
15,شيمادا يوشيكو (Shimada Yoshiko),بيت الراحة
16,حنَّان أبو حسين (Hannan Abu-Hussein),سلسلة المهبل
17,كلود كاهون (Claude Cahun),بورتريه ذاتي
18,لورا نايت (Laura Knight),"بورتريه ذاتي يُعرف بـ ""النموذج""
19,أوشا سيجاريم (Usha Seejarim),فينوس في المنزل
20,نيكول أيزنمان (Nicole Eisenman),عالم أخضر آخر
التحديات المستقبلية: ما بعد التعويض البصري
رغم القوة التعويضية الهائلة للبورتريه النسوي، تظل هناك تحديات يجب معالجتها لضمان أن الفن لا يُصبح مجرد "تصحيح سطحي" أو يُستوعب من قِبل النظام الأبوي.
1. خطر "الاحتواء الرأسمالي" (Capitalist Containment)
قد يتم "تسليع" (Commodification) أعمال البورتريه النسوي الثورية من قِبل سوق الفن الرأسمالي، وتحويلها إلى مجرد سلع ذات قيمة عالية تُباع للنخبة، مما يحد من تأثيرها السياسي والاجتماعي.
الاحتفال بدلاً من التغيير: قد تُحوِّل المؤسسات تركيزها من "نقد النظام" إلى مجرد "الاحتفال بـ 'المرأة القوية'" كرمز تسويقي. هذا يُجمِّل القضايا الهيكلية بدلاً من تفكيكها (The Glasgow School of Art, 2024).
من "التصوير" إلى "العمل المادي": يجب أن يُترجَم التعويض البصري إلى "إجراءات مادية" في الحياة الاجتماعية والسياسية (Melanie Hughes, n.d.).
ربط الفن بالنشاط: إن البورتريه النسوي يكون أكثر فعالية عندما يرتبط بـ النشاط المباشر، مثل الحملات التي تدعم الحقوق السياسية للمرأة أو مكافحة العنف. يجب أن يكون البورتريه بمثابة "نقطة انطلاق" للنضال، وليس "نقطة نهاية" للتحليل.
الخاتمة: النظرة التي لا تُنسى
إن البورتريه النسوي ليس مجرد نوع فني، بل هو مشروع تعويضي تاريخي شامل. إنه يُقدم الذاكرة، والنموذج، والتحليل النقدي لـ "تغييب المرأة" كقوة فاعلة. إنه يفرض على المشاهدين، وعلى التاريخ، وعلى المؤسسة، "نظرة مضادة" قوية، تُؤكّد أن المرأة هي "ذات" وليست "شيئاً". هذا التوثيق البصري للذات، للهوية المعقدة، وللمقاومة، يضمن أن الوجود النسوي لن يُنسى مجدداً، وأن نضال المرأة قد أصبح محفوراً في ذاكرة الحضارة.
كلمات البحث: البورتريه النسوي (Feminist Portraiture)، تغييب النساء في التاريخ (Erasure of Women in History)، الفن والمقاومة (Art and Resistance)، الرؤية الذكورية (Male Gaze)، التعويض البصري (Visual Compensation). تاريخ الفن النسوي (Feminist Art History)، التمثيل السياسي للمرأة (Women's Political Representation)، النظرة المضادة (Counter-Gaze)، التحرر النسوي (Women's Emancipation).






Post A Comment:
لا توجد تعليقات بعد، كن أول من يعلّق